---------------------------
أَهدي للمرأة وردة تهديك حدائق من زهر ..........
تتوقف الديباجة ويصمت صهيل الكلمات ويقف المفوهون عاقدون اليدين عاجزين أن يهدوا للمرأة في يوم المرأة العالمي كلمات تعويض عن هذا الفقد الجسيم في المشاعر ، فصوت الرصاص وتصاعد تعداد القتلى وتغييرات تُقنا إليها تأبي أن تشرق علينا إلا بنزف الدم لتحصد الأرواح الطاهرة ومعها كل معاني الانسانية بقلوبنا .
القادم المُقلق وهستيريا الصراعات ودوائر العنف التي لاتنتهي .
في زمن صوت الجوع والبطالة والفقر يُصم الآذان ليهتريء القلب نزفا وحزنا على ماآلت إليه الأمور .
كل هذه التوترات والأحداث تقف جسرا سميكا عاليا حال دون الوصول لقلب المرأة المشتاق لأمان الحب، المشتاق لتَربيتة الحنان وأكف الرحمة على الكتف المُتعب والروح التي أصبحت في هذا الصخب لاتعرف الراحة !
في خضام الأحداث الجِسام افتقدت الحُب ذلك المُعين على الحياة ،الصديق في الوَجل ، النهار في لحظات الظُلمة والخوف ، الدِثار في صقيع الدنيا .
المرأة هذا العام تشتاق أن تعود اللحظات الرائقة وسلام النفس لتُعاود العطاء ولينبت زهرها الذي قارب الذبول ، تشتاق الحب لتبتهج الروح ، لتسعد وليَسعد كل من حولها فهي بوصلة البيت ورُمانة ميزان الحياة .
ذلك الكائن الرقيق الحَالم المُشتاق للسلام ، للمحبة ، للمشاعر الجميلة الدافئة ، إن ألقيت عليها كلمة حب صادقة فَتحت لك كل أبواب القلب لتدخل من أيها تشاء .
هي العشق والمشاعر الجميلة .
هي الرحمة.
والحب هو عالمها .. تكوينها ... أهم جزيئاتها التي إن تناثرت أحالت الدنيا إلى لوحة صافية تهفو اليها القلوب .
اشتاقت المرأة ذلك المخلوق الناعم إلى البيئة التي تحتويها وتُرفق بها وبغيرها تفقد كل مقومات الحياة .
اشتاقت إلى أمان الحب ودفئه ، إلى ذبذباته التي ماإن تسري في أوصال القلب توقد مشاعل الروح في
الجسد الميت فتتراقص سعادة وطربا وقُربا.
في يوم المرأة العالمي هذا العام ... المرأة لاتريد أن تنازع الرجل على مكانة ، لاتريد عِراكا على حق ،
أوتزاحما على وظائف ، لاتريد مناقشات صاخبة ولادوي مفتعل .
هذا العام المرأة لاتريد سوى الحب ...الحب فقط ولاشيء غيره هو كل ماتريده.
فياأيها البشر العالقون في البُغض والدم والبُعد : توقفوا وأعيدوه إليها .