الثلاثاء، 5 يوليو 2011


ويبقى الذيل!

------------------

أعرف أنك قلقا مثلي يجمع قلبك بين الفرحة التي صاحبت ليلة


التنحي حينما اختلطت الفرحة بالزهو ، والصبر بالانتصار،


والخيال بالحُلم الجميل الذي تحقق وتراه يتراقصا أمامك. وبين


الخوف على ماتحقق.



أعرف أنك  كان يملأ صدرك آمالا واسعة وقتها ، كنت تحلم مثلي


أن تمشي في طرقات الوطن بفخر تُفرش بين يديك الحرية بساط ،


والكرامة هوية والديمقراطية عنوان الحياة العريض.


أعرف أنك كنت وقتها تخطط للمستقبل رسمته دوائر في مخليتك 


رأيت نفسك تعمل في تخصصك ..تبدي رأيك بغير خوف ..تربي


أبنائك في أمان ، تبني وتجني ، الجميع يعرف قيمتك ..الجميع


يفرش الورود أمام أيامك المستقبلة ، وأغنية الأمل هي التي كان


يتردد صداها بقلبك .


أعرف ..أعرف..


أعرف الكثير عنك فأنت تشبهني تماماً فأنا حالمة مثلك غارقة في


الرومانسية والمثالية  ، مثالية لم تلوثها الأيادي الآثمة والفساد


الذي كنا نفطر به ونتغدى ولايتركنا إلا بعد تناولنا عشاءً


حامضا ًيُربك المعدة ويدفع بالكوابيس .


كنا نغرق فيه نحاول الصعود من مستنقعه أزمنة وراء أخرى ،


وهانحن  صعدنا  سوياعلى سطح الوطن الذي حلمنا.


ولكن تأبى فلول الظلم أن تنسحب واضعة أسلحتها ..شاهرةً رايتها


البيضاء معلنة استسلامها لتحفظ للكون نواميسه أن العدل سيغلب

وأن الخير يبقى وينتصرفي النهاية.


أبت إلا أن تترك الوطن خربا والشكوك تملأ صدورنا نحو الغد


 الذي حلمنا.

أبت ألا تتركنا لهذا الشعور الطاغي بالحرية  والعزة والكرامة .

فلنعيد الكَرّة والفورة ..كَرّة الثورة على كل رأس أفعى تطل

بفحيحها ، وفورة الحب الذي اجتمعنا عليه وأشاد به الجميع .

ولنعتصم بالقوة قوة أرواحنا التي هزمت الرأس الطاغية والجسد

الملتصق بالجذر الذي تعفن ، ولكن يبقى الذيل  فلنتحد لنقطعه 

سويا.



------------------------------------
نشرت في اليوم السابع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق