الخميس، 24 نوفمبر 2011


الرحلة الأخيرة

----------

حتما سنغادر .. بهذه الحتمية التي أكدها فناء الأشياء سنغادر .
الجماد سيغادر.. الزهور الملونة ستغادر.. العصافير التي تطرق على نوافذنا كل صباح لتسعدنا أيضا ستغادر ، ولعبة الحياة ستنتهي حتما وننتهي .
حتما سنرحل .. بذكرياتنا المليئة بالدُمى ، وكراريس المدارس ،بالطباشير الملونة وصخب الضحكات ، بالحب القديم والجرح الغائر وألم الفراق حتما سنرحل . بالقلب المليء بالندبات الذي طالته الأحزان كثيراً والأفراح قليلا .
سنحمل كل الأثقال ونرحل .
أخي مات شابا وهو يستعد للحياة ! صديقتي الجميلة تركت ثلاثة أبناء وراءها ورحلت قبل أن ترقب ابنتها في عرسها! قريبتي الغالية أيضا ماتت وهي في أوج فرحتها بنجاح أبنائها .
قطتي البيضاء ، ووردتي الحمراء وشجرتي الوارفة كلهم سيغادرون حتما سيغادرون .
فبأي شيء ستحتمي وقوارب الإنقاذ قليلة والأمواج عالية ، والبحر الصاخب لايعرف صديقا؟
لن يفُرق الموت وهو يحصد الأرواح بين شيخ وطفل بين مُعّمِر قارب المائة ورضيع لم ير من الحياة شيء بعد !
ليس يأسا ذلك الشعور الذي ينتابني بين وقتٍ وآخر بأن رحلتي قاربت الوصول وأن قطار العمر يمضي حيث رحلته الأخيرة .
إنها الحقيقة وغيرها وهم ، تخيل ، أحلام نغرق بها لنسعد ..لنخفف وقع الحياة الثقيل ، لنلون الأحزان ونُحلي أيامنا .
شعور صادم ربما لكنه الحقيقة كل الحقيقة .
الحكاية بلا نقصان ، بلا إضافة المُقّبلات والمشهيات لنستطعم بها أكلة مُربكة للمعدة اسمها (الحياة).
نُلاطفها فتأبي! ، نُجمِّلها فتمسح عنها الرتوش ، نخضع لها فتقسو !
كل الأرصدة إلى نفاذ ، وكل من كنا نحتمي بهم ، نأتلف معهم ونأتنس بهم رحلوا ..رحلوا ، ولن يبقى سوى نفسك .
 فخفف حمولتك واصعد.

-----------
نشرت في جريدة حديث العالم
http://c4wr.com/blog/?p=6307

الخميس، 17 نوفمبر 2011


اللقاء الحميم!!
----------------

هل يبكى الجماد؟! أُجزم أن نعم .
يبكى حين يفارق أحبابه، ومن عاشروه بالحب والقرب، قطعا يبكى

حين يطاله البرد وتتعاقب عليه المواسم وليس هناك شريك أَحبه

 يسمع صوته ويترقب أنفاسه كل يوم،


 والآن يبحث عنه بلا أمل! وتمر الأيام باردة ولا عودة.

 تقف هناك ساكنة وكأنها تتعبد، تصلى لأجل عودتى! أسمعها تئن

 فأصحو من نومى متألمة وكأنى تركت صغيرى على قارعة

 الطريق، وكأنى وعدت الحبيب بعودة قريبة، وتقطعت بى السُبل

 ولا سبيل لوصولى إليه، أسمعها تنادى أن عودى حبيبتى طالت

 غيبتك عودى لتدب فى الحياة ونستقبل معا الصباح بنسماته،


 عودى لنستمع معا حد البكاء لتباشيرالصباح، لنستمع لصوت الحب

 صوت الله حين تصدح آياته ثم نردد معا :

إن تدخلنى ربى الجنة هذا أقصى ما أتمنى، فنهتز نشوة وفرحة

 واستبشارا.


ما أقساه الفراق حين يفصل بيننا وبين من نحب، وبين من اعتدنا

أن يكونوا ائما في التصاق روحى معنا يصاحبوننا فى كل طريق

بلا شكوى أو زفرة ألم.


ما أقساكِ يا دنيا حين تحيلين بيننا وبينهم،.

 أستعد للقياكِ حبيبتى، باقى من الزمن أيام أحولها إلى ساعات

ليَهون البُعد، وأبدأ العد من جديد، وها أنا فى الانتظار يُفتح باب

 وراءه أبواب لتظهر لى من بعيد، أكاد أرى دموع

 الاشتياق، أكاد أراها تسرع إلىّ، لا أطيق صبرا حتى تنتهى

 الإجراءات الثقيلة ليُفرج عنها، لتكون بين يدي ّ.

هاهي تتهادى كأميرة فى كامل جمالها وحُليها، وكأنها كانت تعلم

 أنى فى انتظارها، لن نفترق بعد الآن، كنت أمهد لكِ الحياة هنا فى

 الوطن، وطننا أنا وأنتِ.

جَلِست وراء المقود أكاد أحتضنه، وأدرت الراديو لينطلق صوت


 نشيدنا المُفضل:
 "إن تُدخلنى ربى الجنة هذا أقصى ما أتمنى يا ذا المنة يارب"،

والأرض تُطوى من تحتنا  تشاركنا فرحة اللقاء.


--------------------
نشرت في اليوم السابع
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=527805



السبت، 1 أكتوبر 2011


اخرج من تحت غيمتك


-------------------

تغيب وراء سحب الدخان، تستعبدك الخيالات ويُراقصك الوهم وتضللك الأفكار.

تتصور أن الدنيا بهذا الكيّف مُلونه وأن السحب مواكب أفراح

تتحرك فى اتجاهك وأن الأرض تحت قدميك منبسطة .
تتصور أن العُمر ساعة حظ ورفقة ونَاسة، وجلسة فرفشة! وأن

 المشكلات حَلها النسيان وليس الدخول من بوابات الفهم، تتسلق

 سُلماً تظنه سيوصلك للسعادة بينما سيأخذك ويسقط إلى حيث

 تسكنك الأوجاع ويستوطنك اليأس. اركض فى اتجاه آخر أنت فى

 الإتجاه الخطأ، غيِّر بوصلتك إلى حيث ينادى عليك الأمل.

اترك الأوهام واصعد .

إلحق مكانك بين المميزين والأوائل.

 زَاحِمَهم على النجاح، سابقهم فى الإنجاز.

امتطى صهوة جوادهم السريع، حرِّض نفسك على السعى، على

الإبداع على الوقوف على بوابات التميز والجِد.

املأ نفسك بالأمل أن الغد أجمل، والمستقبل بعيد لكنه سعيد، صعب

 لكنك بالسعى حتما ستصل. اخرج من عالم صنعته من غيم تدخله

 بكامل إرادتك. عالم من ضباب وغموض لن يتركك إلا حُطاما

 مهزوما لا تقدر على الوقوف على قدميك وأنت مازلت غضا،

 زهرة نضرة، نبته نقية تريد أن تخرج من باطن الأرض حيث


 العتمة لتبهجها الشمس فتستطيل وتكبر وتمد بفروعها إلى المدى


كل المدى.

اخرج من عباءة غيمتك، من سجن إرادتك الهشة، من قيد فكرتك


 المسيطرة، فالسماء أرحب والنهار أَسطَع والشمس فى أوج فرحتها


 فهيا شاركهم إبداعهم الكونى وابتهالهم إلى السماء.






-------------------------------------------
نشرت في اليوم السابع


الأربعاء، 28 سبتمبر 2011




 صدر كتابي الجديد للمرأة 


( أنتِ أيضا تقدرين ) 


 قام بكتابة التقديم  د . طارق السويدان




----------------------------------




الفِطام الصعب
---------------------
لم ينفصل أبدا عنها ، مشاعره نحوها لم تزل رغم البُعد طازجة



شهية متوهجه لم تفتر أبدا ولم يطلها الملل .
لم يُفطم بعد ولايريد !


كان يراها في كل شيء كلما فتح باباَ أو أطل من نافذة عمره الذي


فر من بين يديه كالماء ، وكلما هبط الليل وخاصمه النوم تذكرها


كثيرا ، وكلما جلس على طاوله تذكر طعامها الذي لم يأكل



مثله في أرقى المطاعم تاق إلى طعمه الذي يحمل أنفاسها الحُب  
ودسامته التي تذكره بغنى عطائها ومشاعرها التي كانت تغرقه بها
وعندما تزوج خَال أن زوجته ستكون  ظلا لأمه ولكنها لم تكن !



فتوغل في وحدته وسار في كل طريق وعلى كل طاولة يبحث عن


 نَفَس أمه وصدرها الذي لم يكن يتسع له وحده وإنما لثمانية من


الأبناء ناولتهم نفس الطعام ونفس المشاعر ونفس الرحمة أما والده


فكان  ابنها الوحيد المدلل !!



 ماأندرك من أم !


من أي كوكب خرافي أتيتن أيتها الأمهات؟

من أي دُرر تصنع جواهر قلوبكم ؟

وأي سبائك ذهب تثقل أرواحكم ؟!


عبثا حاولت زوجته ، عبثا أعطت وتراحمت


عبثا صاحبت وتبسطت وصنعت من الطعام


عبثا حاولت الزوجة قطع حبره السري الذي  يصله بمن أَحب
 كان يُثني عليها شاكرا لها ولكن هيهات أن تصل لقامتها بقلبه الذي




تربى بين يديها ، وروحه التي هذبتها بحُب ودَللتها بحكمة وصبر




وصادقتها يوما بعد يوم دون أن يتكدر وجهها الصبوح أو يطل




قلبها المُصّدر للسعادة ومنتج الرحمة !أي بغض !


تُرى أي أُم تلك التي تركت هذا الأثر في ابن قارب على الخمسين



ولم يزل يتشبث بها ،عالقا في حبها وحنانها ؟!


أم أنها هكذا كل الأمهات؟!

----------------------

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011


أصحاب البلاء وأصحاب اليقين

------------------

فى الأوقات العصيبة يخطفنا الخوف وتقتلع أشجارنا الرهبة، الترقب، الألم، ويدفعنا الحزن على شفا اليأس، يُعربد بنا إعصاره فلا يتركنا إلا بقايا حُب.. بقايا حُلم.. بقايا أمل.. يُبعثر كل ما قضينا الوقت نحصده ونطوى عليه الضلوع ليكون لنا فى خزينة الغد.. السعادة والأمان والطمأنينة.

لكن من يَملك بقلبه اليقين والتسليم سيتجاوز المِحَن، ويعدو كل الطرق المؤدية إلى العتمة سيقطعها بيقين قلبه، سيَعبُرها بالضوء الذى تتغذى عليه رُوحه بفطرة لم تغادره، وثقة فى الخالق لم يتثن لقُوَى مهما كانت أن تعبث بها.

من يملك اليقين لا ينازعه اليأس، ولا تبدله الأحوال كالوتد فى أرض صلبة الطرق عليه لا يزيده إلا تجذرًا لأنه يعرف أنه القدر الحتمى والابتلاء المحتوم، والذى لن يخفف من آثاره سوى الرضا.

أصحاب اليقين حتما يتجاوزن العوالق والسدود ويتجرعون الحزن كشراب مُر يشق الحناجر نعم، لكنه يمر ويتبعه الشفاء.
نرضى يا الله ونعلم أننا أهل ابتلاء وأن الدنيا إلى انتهاء
نرضى لأنك وضعت الحُلم بديلاً لندخل الأفراح أى ساعة نشاء
نرضى لأنك إن وضعت فى طريقنا الأشواك لنعرف أنك هنا.. وأنك هناك! وأنك بداخل القلب الضياء.

نرضى لأنك إن وضعت السدود فلأن وراءها النهر لتغتسل أرواحنا فيه، ونقتلع كل أدران الضعف والوهن ماأروعك ياالله!!

فحين تَهيل علينا الدنيا بصخبها ونغترف من أحزانها نتذكرك فتمتلئ الروح بالسكينة، والقلب بالسلام أن هناك فى آخر المدى ضوءًا، وفى نهاية الغَمام مطرا، وأن النجوم تفرش فى عتمة الليل الضياء ماأروعك ياالله!!

فذكرك سَكِينة ومَنحِك كرم، ومَنعِك رحمة.

نرضى ياالله ونقبض على الجمر لأن النهاية سعيدة ومواكب الأفراح تنتظر فى آخر الرحلة وأن العطايا كثيرة والمنح بلاحساب حتى لو تعسر الوصول وتزاحمت العوائق وتكالبت النفوس.

ياجميل العطايا، ياكريم المنح، يا واهب الصبر والرضا وهذا الضوء الذى يغمر القلوب الشفافة والأرواح الطاهرة.

نرضى ولسان حالنا يتمتم فى وجل:
(إلِاّ مَن أَتى الله بقلبٍ سَلِيم)

----------------------------------

نشرت في اليوم السابع

الاثنين، 29 أغسطس 2011

زهرة
----------------

اسمها زهرة وكأن من أطلق عليها هذا الإسم يعرف كم هي رقيقة


 تشبه الزهرة.
  
حين تَزّوجت ظنت أنها ستدخل بستاناً من زهر لايعرف سوى



 الجمال وتغريد الطيور ولايدخله سوى الأفراح وكلمات الحُب


 والدلال .

  ولكنهما لم يتقابلا أبدا .


 
 كُلٌ في اتجاه !!


هو يسكن الواقع المرير بكل غلظته وخشونته يقطع الأرض في كل


 اتجاه ليعتلي المناصب ، وهي حالمة وادعة وكأنها تمشي فوق


 سحابة يُكدِّرها صوت الرياح ويشغلها ماوراء السماء الملونة ولون


 الزهور.


 وحين تصحو تنتظر بهجة الشمس حين تبتسم ابتسامة المرح في

 وسط السماء.
وكُلما فتحت باباً من مشاعر أغلقه ، وكلما وسَّطت العصافير



 لتُغرِّد بالقرب من قلبه صَفع الباب !!

كم وردة أهدت وتركها تذبل ، وكم شمعة أضاءت وتركها حتى



 أغرقها الظلام


 
ماأغلظك !!

ماأقساك !!


جدارٌ سميك بينهما وعازلٌ من جليد لاتعرف في أي المواسم



 ينصهر؟!

وكلما مر عام ازداد الجدار سُمكاً والبُعد سُحقاً وتراكم الصقيع!
 
اللقاء مستحيل هكذا أيقنت أن البُعد سحيق مهما سعت ، وأن القلب



 مُغلق مهما استعانت بمفاتيح من صبر ، فاتخذت لها كونا خاصا



 كلما غاب تغلق فيه بابٌ من حرير فتسبح في نهر رائق فتصفو


روحها الشفافة وتضحك من قلبها الغض فيبتهج الكون من حولها


وكُلما عَلا صوت الفقد

أغلقت عليها حديقة القلب تسقي زهورها وتطارد الفراشات.






----------------------

السبت، 20 أغسطس 2011

نحذر نعم ، نهلع لا

-------------------
مصر الغالية تبحث عنا جميعاً كي نُعيد دَفة السفينة في الإتجاه




 الصحيح، كي تسير بسلام في بحر أمواجَهُ عالية تهدأ أحيانا



 وتُفاجئنا كثيراً .
مازال مؤتمر القلق منعقداً يمتليء بالبشر ويزدحم بالموائد



 المستديرة ، يعلو فيه صوت الخوف الممتزج بالتصميم ، والمُحَلّى



 بالوطنية وعِشق البلاد ، يلتفون فيه حول ملف يهمنا جميعا هو



 ملف الأمن الذي يطغى على كل الأحداث. ، فمازال عِقد الأمن
منفرطاً .. مازلنا كلما وصَلنا حَبَة تسقُط أخرى ، ومازالت الجهود




 حثيثة في اتجاه عودته براقاً لامعاً مكتملاً يزين رقبة مصر الغالية



 التي تبحث في ضمير أبنائها عن من يعيده إلى سيرته الأولى ،



فنعود للسير في شوارعها نستعيد جلساتناالطويلة وسهراتناالممتدة



 بلا خوف أو ترقب ، بلا صدر يحمل القلق ، بلا قلب لاينام يترقب



 الخطر ويستعد للمواجهة  وبلا جيب يُخبيء سلاح !
اشتقنا لضحكاتنا بلامرارة ، وإلى أفراحنا بلا كَدَر وإلى تجمعاتنا



 التي كانت تميز شوارع المحروسة وتشتهر بها.
محروسة يامصر وستظلي محروسة ، ياجميلة البلاد يامن يسكنك




 أجمل عباد تحملتي كثيرا وآن لأبنائك أن ينزعوا عنكِ لثِام الخوف



 لتعودي لأمان السلام والطمأنينة ، ولتعود البهجة إلى وجهك البدر



 الذي يستحق ، وقلبك الحُب الذي يسعنا جميعا.
  
نعم قد نحتاج لوقت لعودة الأمن كاملاً ، ولكن لانحتاج لوقت




 لتعميق الإحساس بالأمان بداخلنا إلى حين عودته بالخارج والذي


 يعود بعادة جميلة هي وصفتي إليكم بأن نجعل  عادتنا اليومية قبل



خروجنا الصباحي هي قراءة ولو آية شريفة أوذِكر مُطَمئِّن أو حتى
  
البسملة ودعاء الخروج ولنجعله عادتنا الجميلة ، ولنجعل صدورنا

تمتليء بشيء رائع وثمين اسمه التوكل على الله ولنعلِّمه َلأبنائنا .
  
ولنردد في جوفنا كثيراً آية الإيمان والأمان :


( قل لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا )
وأخيراً .. الأمان يظل احساس يتردد صداهُ في نفوسِنا .
ونظل نحذر نعم.. نهلع لا.



نشرت في بوابة الأهرام
http://gate.ahram.org.eg/User/Topics/4081/نحذر-نعم--نهلع-لا.aspx


--------------------

الجمعة، 8 يوليو 2011



مصر عادت شمسك الذهب

-----------------------------


أغلق هاتفك ، أغلق تلفزيونك ، أغلق صخبك الدائر بنفسك الآن ..


أغلق كل أصوات الاختلافات وصوت النزاعات وضجيج


الحكايات.

ثم أغلق قلبك على كل شيء..، واترك فقط باباً واسعاً لمصر


اليوم لاصوت يعلو على صوت مصر


مصر أولا هكذا رفع ثوار تحرير مصرالتي تفجرت من جديد لتعيد



إلى أذهاننا صورة ثورة 25 يناير رفعوا شعار "مصر أولا" فماعاد



هناك خلاف حول الدستور أولا أو الانتخابات أولاً لأن الاتفاق كله


الآن أن مصرأولا

فمن  امتنع عن خوض النزول إلى ساحة الشرف فى ميدان التحرير


نزل الآن لأن مصر نادت فلبوا ندائها .


ومن صال وجال وأفزع الجميع بانتشار البلطجة وعودة الانفلات



الأمني اطمئن قلبه بوعي شبابنا وحرصه على بلده والذين باتوا


يؤَّمنون مداخل ميدان التحرير ليلة الثامن من يوليوبوعي وطني  .


ومن تشاءم ووزع خوفه علينا خضع لصوت الشعب الذي ملأ



الشوارع والميادين في أنحاء مصرليقولوا بصوت واحد في


ترنيمات مؤثرة "مصر أولاً"


أما من رمي الثوار بالباطل في عرضه ونعته بأبشع الألفاظ الآن بلع


لسانه.

الثوار في جميع الميادين يوم 8 يوليو أكملوا تلاحمهم ووضعوا


اطاراً برّاقا يزين صورة  الأمس يوم أن شهد العالم لنا.


يوم أن طغت أخبار مصر المتحضرة بثوار من العيار الثقيل  


والتفوا حول الفضائيات ليروا صورة مصر الحقيقة وهي تسطع


من جديد . حينما اجتمع شباب مصر لينفضوا غبار السنين ليضوي


شمسها فيخطف الأبصار وتنتزع آهات الإنبهار .ويتردد اسم مصر


في أرجاء الدنيا كما يليق بها وبمكانتها.


ياشباب مصر، ياخيرة الشباب، يامثال للوعي والوطنية والشرف


والثقة قبضتم على جمر مطالبكم  وتحملتم الكثير ونزفتم الدماء 


الطاهرة من أجل عودة وطننا إلينا .
سيكتب التاريخ عنكم في أنصع صفحاته .. ليقول : مصر عادت


 بشبابها ملء السمع والبصر. مصر عادت شمسكُ الذهبُ .



-----------------------------------------

نشرت في اتحاد الكتاب والمثقفين العرب
http://www.alexandrie3009.com/vb/showthread.php?3198-%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%AA-%D8%B4%D9%85%D8%B3%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%87%D8%A8

الأربعاء، 6 يوليو 2011


رسالة القلب اليكِ ياغالية

--------------

لو عصفت العواصف بأبوابي لن أجزع مادمت معي، ولو طاردتني الخطوب وراء كل باب ففي قلبي ماعلمتنيني من حكمة أدفع بها أبواب الدنيا الثقيلة تاركة الخوف من خلفي ثقة في دعائك ورضاكِ ياغالية

ولو أحاطتني سياج اليأس من كل جانب أنظر إلى أمان عينيك المسالمتين أبدا فأجد فيهما بيارق الأمل ودق دفوف الأمنيات تدفعني بعيدا عن طوق اليأس فيمضي  في طريقه إلى المهزومين والمحرومين

ولو أدمتني جروح الزمان فيدهشني سلامك حين تأخذينني محاطة بحنانك من يدي كطفلة الأمس البعيد لتعقدي جلسة صُلح مع الزمان بدعوة من قلبك المنتج للإيمان

الملئ بالنقاء

دعوة صباحية منك تجعلني أمخر في عباب الأرض سعياً بكل احساس بالأمان أن الله معي ياطيبة ياغالية

يامداوية قلبي الأولى من تقرحات العبور وسط أشواك الحياة

يامُعلنة حبي على الملأ

ياماثلة للقضاء أمام أبي بدلاً مني حين تتعالى صوت أخطائي مُدويةً وحين أعتلي عنادي بكل غباء

يامُعلمة دروسي الأولى استغنيت بكِ عن مدارس لم تفتح ذراعيها لي بعد لأتمتم

 بسم الله الرحمن الرحيم .. بلسان لم يتعلم النطق بعد !

ياأول من كتبتيني في دفاتر الأيام مُعلنة بدء الاحتفال بقدومي

يافرحة لاتنتهي تملأني حين أصرخ مُنادية :أمي نجحت!!

 فتحتل مواكب الأفراح صدرك وتلقيها قبلات ودعوات بمزيد من النجاحات

ياصديقة العمر والذكريات وموردة التجارب على طبق من فضة وذهب تهديها إلى بكل طيب خاطر

ياداعية أن أكون أفضل منكِ في كل شئ

يافاتحة لي باب قلبك على مصراعية دون إذن مسبق

يامتحدية من أجلي كل البشر أني سأكون الأفضل فى سباق الدنيا الدائر بلاتوقف

يامن تدفعينني بعصا الحنان السحرية فتتقد الأماني وتشتعل متوهجة بحماسي الذي يسعدك

ياأروع من خلق ربي لي

أحبك ياغالية ياأمي

 

---------------------

نشرت في مجلة رؤية مصرية

http://www.roaua.net/older/art-3523-0-رسالة_القلب_إليكِ_ياغالية_.html

الثلاثاء، 5 يوليو 2011





ألوان الثورة ومصر الباقية

----------------


أقف على صفحات التاريخ الآن كشاهدة على تلك الأيام الصعبة فأرى ألوان ثلاثة لهذه الثورة المباركة ثورة العزة والحرية والشرف

ألوان سيكتبها التاريخ ستلون بها صفحاته

وستسطر فى كتابه لتكون شاهداعلى تلك المرحلة الصعبة من تاريخ مصر

اللون الأبيض هو لون الثورة المباركة الناصع البياض لون عفوية شباب مصر

لون طهرهم

لون قلوبهم الغضة ومطالبهم العادلة ورؤيتهم المشرقة وصخبهم الراقي الذي ُصم كثيرون عنه وتجاهلونه طويلا

لون شجاعتهم التي أدهشت العالم وهم يرونه صباحا يطالب بحقه فى العيش بكرامه في وطنه

وفي الليل يحرس أهل بيته في وقت تخلى الأمن فى سابقة مخزية لم تحدث في تاريخ مصر

لون أبيض ناصع ليس كلون البياض العادي لون يحمل بياض قلبه ونقاء روحه

وعدل مطالبه

واللون الأحمر هو الدم الطاهر الشريف الذي سال على أرض مصر يحمل عنوان عريض : انا فداك يامصر أموت لتبقي

أموت لتظلى

أموت وأُكتب في صفحات تاريخك نور وحب وحرية

أما اللون الأسود فلون السلطة الجائرة والاستبداد الطاغي والأنانية العمياء والكراسي الزائلة والتبلد المتفرد

لون التخلي الآثم والعزوف الفاضح

لون الفساد والظلم والقتل والاغتصاب

لون الكراهية والاستهزاء وتحقير الآراء

سيكتب التاريخ الألوان الثلاثة

وسيظل اللون الأحمر سيد الألوان لانه لون التضحية والفداء

لون غالٍ

لون دماء الشهداء

النصر للثورة

النصر للشرفاء

النصر لمصر



-----------------------------


نشرت في موقع الأديبة خولة القزويني

عاوز أختي أم عاوز أمي!


---------------

حينما رفع السلفيون بوازع الدين والنخوة لافتات مؤثرة تحمل 


كلمات (عاوز أختي كاميليا ) كرمز لكل الأخوات اللاتي أسلمن


ويشاع صدقا أو كذبا ، تقويلاً أو تأكيداً باحتجازهن في الكنائس


والأديرة  كان الجميع من المسلمين  تستثار مشاعرهم في اتجاه


واحد هو التعاطف مع هؤلاء المسلمات الجدد المحتجزات فتنفطر


القلوب وتبكي الأفئدة وتشرئب الأعناق في انتظار بزوغ نجمهم


وعودتهم المرتقبة لقلب الاسلام  !!


نعم خرج السلفيون ومن يحملون هم الدين في مظاهرات سلمية


وأكدوا على ذلك برفع لافتات (سلمية سلمية)  ولكن .....هل هذا


وقته اخوتي في الله؟ أليس المسلم كيس فطن يعرف كيف يضع


قدمه وأين؟

يعرف كيف يُقّدر مصلحته العليا ويعطي لها الدعم والوقت


والأولوية؟  ألم يصبر الرسول الكريم على قتل المسلمين وتعذيبهم

وقهرهم أيام قريش من أجل قيام دولة الاسلام؟ ألم يصبرعلى رميه


بالحجارة في الطائف؟ ألم يصبرعند انفضاض الجميع من حوله


بعد موت عمه وزوجته ؟ ألم يعلمنا قول الله تعالى : "اصبروا


وصابروا" حتى وضع بذور دولة الاسلام في المدينة المنورة


وقويت واتسعت ربوعها في كل أرجاء الدنيا؟ 


فلماذا لم نتعلم منه الصبر والتروي والحكمة لانقاذ الوطن أولا في


وقت الخراب حل بكل شيء ؟ لماذا هذا التصعيد في هذا الوقت


الساخن المليء بالأحداث الجِسام والمصانع مُعّطلة والأقسام


محترقة ، والمستشفيات تُهاجم والمحاكم مخترقة !! والحكومة


تلهث وراء كل ذلك توزع جهدها في كل اتجاه .


لماذا لم تعلولديكم قدسية الوطن ؟  أليست مصر لها قدسية؟


أليست مصر هي الأَولى بالتكاتف والتعاطف؟ وليأخذ القانون


مجراه في اثبات اسلامهم أو احتجازهم ؟ أليس هذا هو القانون

الذي قامت الثورة لتفعيله ليُطبق على الجميع؟ هل نحن في غابة

لنأخذ حقوقنا مشروعة كانت أو مفتعلة بأيدينا وبالصوت العالي

وبالتظاهر سلمي كان أم غير ذلك؟

أليست مصر هي الأم والعرض والشرف .. ؟!!

الأم المكلومة التي تحتاج أبناءها للدفاع عن وحدتها وسلامها

وأمانهاواعادة الروح إليها .


فهل نلبي نداء الأم ونتحد سلفيين ومسيحيين ونرفع بدلاً من لافتة


عاوز أختي لافتة أكبر وأهم نلبي بها نداء البِر لنقول:

(عاوز أمي .. مصر)؟




---------------
نشرت في اليوم السابع