الأربعاء، 28 سبتمبر 2011




 صدر كتابي الجديد للمرأة 


( أنتِ أيضا تقدرين ) 


 قام بكتابة التقديم  د . طارق السويدان




----------------------------------




الفِطام الصعب
---------------------
لم ينفصل أبدا عنها ، مشاعره نحوها لم تزل رغم البُعد طازجة



شهية متوهجه لم تفتر أبدا ولم يطلها الملل .
لم يُفطم بعد ولايريد !


كان يراها في كل شيء كلما فتح باباَ أو أطل من نافذة عمره الذي


فر من بين يديه كالماء ، وكلما هبط الليل وخاصمه النوم تذكرها


كثيرا ، وكلما جلس على طاوله تذكر طعامها الذي لم يأكل



مثله في أرقى المطاعم تاق إلى طعمه الذي يحمل أنفاسها الحُب  
ودسامته التي تذكره بغنى عطائها ومشاعرها التي كانت تغرقه بها
وعندما تزوج خَال أن زوجته ستكون  ظلا لأمه ولكنها لم تكن !



فتوغل في وحدته وسار في كل طريق وعلى كل طاولة يبحث عن


 نَفَس أمه وصدرها الذي لم يكن يتسع له وحده وإنما لثمانية من


الأبناء ناولتهم نفس الطعام ونفس المشاعر ونفس الرحمة أما والده


فكان  ابنها الوحيد المدلل !!



 ماأندرك من أم !


من أي كوكب خرافي أتيتن أيتها الأمهات؟

من أي دُرر تصنع جواهر قلوبكم ؟

وأي سبائك ذهب تثقل أرواحكم ؟!


عبثا حاولت زوجته ، عبثا أعطت وتراحمت


عبثا صاحبت وتبسطت وصنعت من الطعام


عبثا حاولت الزوجة قطع حبره السري الذي  يصله بمن أَحب
 كان يُثني عليها شاكرا لها ولكن هيهات أن تصل لقامتها بقلبه الذي




تربى بين يديها ، وروحه التي هذبتها بحُب ودَللتها بحكمة وصبر




وصادقتها يوما بعد يوم دون أن يتكدر وجهها الصبوح أو يطل




قلبها المُصّدر للسعادة ومنتج الرحمة !أي بغض !


تُرى أي أُم تلك التي تركت هذا الأثر في ابن قارب على الخمسين



ولم يزل يتشبث بها ،عالقا في حبها وحنانها ؟!


أم أنها هكذا كل الأمهات؟!

----------------------

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2011


أصحاب البلاء وأصحاب اليقين

------------------

فى الأوقات العصيبة يخطفنا الخوف وتقتلع أشجارنا الرهبة، الترقب، الألم، ويدفعنا الحزن على شفا اليأس، يُعربد بنا إعصاره فلا يتركنا إلا بقايا حُب.. بقايا حُلم.. بقايا أمل.. يُبعثر كل ما قضينا الوقت نحصده ونطوى عليه الضلوع ليكون لنا فى خزينة الغد.. السعادة والأمان والطمأنينة.

لكن من يَملك بقلبه اليقين والتسليم سيتجاوز المِحَن، ويعدو كل الطرق المؤدية إلى العتمة سيقطعها بيقين قلبه، سيَعبُرها بالضوء الذى تتغذى عليه رُوحه بفطرة لم تغادره، وثقة فى الخالق لم يتثن لقُوَى مهما كانت أن تعبث بها.

من يملك اليقين لا ينازعه اليأس، ولا تبدله الأحوال كالوتد فى أرض صلبة الطرق عليه لا يزيده إلا تجذرًا لأنه يعرف أنه القدر الحتمى والابتلاء المحتوم، والذى لن يخفف من آثاره سوى الرضا.

أصحاب اليقين حتما يتجاوزن العوالق والسدود ويتجرعون الحزن كشراب مُر يشق الحناجر نعم، لكنه يمر ويتبعه الشفاء.
نرضى يا الله ونعلم أننا أهل ابتلاء وأن الدنيا إلى انتهاء
نرضى لأنك وضعت الحُلم بديلاً لندخل الأفراح أى ساعة نشاء
نرضى لأنك إن وضعت فى طريقنا الأشواك لنعرف أنك هنا.. وأنك هناك! وأنك بداخل القلب الضياء.

نرضى لأنك إن وضعت السدود فلأن وراءها النهر لتغتسل أرواحنا فيه، ونقتلع كل أدران الضعف والوهن ماأروعك ياالله!!

فحين تَهيل علينا الدنيا بصخبها ونغترف من أحزانها نتذكرك فتمتلئ الروح بالسكينة، والقلب بالسلام أن هناك فى آخر المدى ضوءًا، وفى نهاية الغَمام مطرا، وأن النجوم تفرش فى عتمة الليل الضياء ماأروعك ياالله!!

فذكرك سَكِينة ومَنحِك كرم، ومَنعِك رحمة.

نرضى ياالله ونقبض على الجمر لأن النهاية سعيدة ومواكب الأفراح تنتظر فى آخر الرحلة وأن العطايا كثيرة والمنح بلاحساب حتى لو تعسر الوصول وتزاحمت العوائق وتكالبت النفوس.

ياجميل العطايا، ياكريم المنح، يا واهب الصبر والرضا وهذا الضوء الذى يغمر القلوب الشفافة والأرواح الطاهرة.

نرضى ولسان حالنا يتمتم فى وجل:
(إلِاّ مَن أَتى الله بقلبٍ سَلِيم)

----------------------------------

نشرت في اليوم السابع