الجمعة، 20 يناير 2012

شريط الذكريات
-----------
مهما تعالت الحدود بيني وبينها واستطال البعد بغيضا مُعاندا مازلت أذكرها
أيامٌ خلت أخذت معها أجمل سنوات العمر لكنها لم تمر من ذاكرتي

 أبدا كنت أتشبث بها دائما رافضة أي محاولة لانتزاعها من شريط

ذاكرتي أستدعيها كلما قاربت على الغرق في مسؤلياتي الجسام.
في مثل هذه الأيام منذ عشرون عاما كانت هناك أيام عذبة كانت

 تسكنها الفرحة وتوهجها الألفة والود والصداقة
كان دثارنا الحلم ومركبنا الأمل وطريقنا السعادة .
كنا موتورون جميعا ، مندفعون جميعا ، مفعمون بالحياة .. مملوؤن

 بالبهجة ولاشيء غيرها .
كنا نجتمع للطعام ونضحك ونجتمع للحب ونضحك ونجتمع

للصخب ونضحك ..
نسافر في أحلامنا كثيرا بمركب من أمل نمسك جميعا بمجدافه
كان الجسر متصلا بيننا وبينها ممتدا بلاانتهاء فكنا نعلوه حاملين

 الأمنيات إلى مملكة الدهشة .
كانت المشاعر متوهجة كالشمس ، شهية كالحلوى وأحلامنا كانت تطال السماء
فالنجوم كانت أقرب والحياة على اتساعها ورحابتها قبل أن تضيق بنا وبأحمالنا الثقال.
هكذا كنت، هكذا كنا نستقبل الأمل كل صباح نشارك الكون البهيج

فرحته
كانت السريرة خالية والقلوب خضراء نقية لم يعربد بها الحزن بعد

 ولم يقتسمها معنا القلق والترقب الذي خلفته التجارب وروعته

الأحداث .
فماذا حدث الآن هل المسؤلية أثقلت أرواحنا؟ هل هو السعي

 المضنى وراء توفير الحياة الكريمة للأبناء ؟ هل ضغوط الحياة

 وصخبها وتتابع أحداثها الجسيمة فلم تعد تمنحنا فرصة لاستعادة

نفوسنا التي فقدناها.
ماكنت أحسب أني سأحط على قارب لاتحفل به أي امرأة اعتادت

النضارة والوثب لأعلى مع أحلامها الكثيرات
ماكنت أحسب أن العمر سيتدفق منسكباً من بين أيدينا كالمياة التي لم

نعرف قيمتها إلا بعد أن أهلكنا العطش.
وعمرنا اللاهث ليلحق بمركبة الحياة المتسارعة وكأن له جناحين

 لايحفلان بالسكينة أو المكوث على أرض لاتتسع سوى لأحزاننا .
متى نتخلص من عوالق أرواحنا لتهدأ؟
متى نجتمع لنضحك ضحكة من القلب كما نرانا في شريط الذكريات؟
متى؟!
--------------------------
نشرت في جريدة القلم الحر